al3oqab-44yoo7.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

al3oqab-44yoo7.com

اهلا وسهلا مع العقاب الأسود
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العقاب الأسود
Admin
العقاب الأسود


المساهمات : 146
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
العمر : 41
الموقع : al3oqab-44.yoo7.com

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا Empty
مُساهمةموضوع: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا   حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا Icon_minitimeالإثنين فبراير 09, 2009 5:04 am

تراودني بين الحين والآخر فكرة الكتابة عن أمور أراها هامّة وضروريّة وملحّة ، أو عن ظواهر سلبيّة ملأت مجتمعنا وجماعاتنا ومؤسساتنا ، أو أخرى إيجابيّة لكنّها غابت عن هذا المجتمع وتلك الجماعات والمؤسسات .

وحينما تتراكم هذه الأمور التي لابدّ من الكتابة عنها في أذهاننا فإنّها تشدّنا ـ وذلك لكثرتها ـ بعيداً عن الكتابة لفترة ما ، لكنّ قوة الشدّ هذه سرعان ما تضعف حين ينسى الذهن أو العقل الإنساني بعض هذه الأمور ، فيركّز بالتالي جُلّ اهتمامه على أخطرها ، وأكثرها ضرورة وإلحاحاً ، حيث تفرض نفسها على عقله ، وتمتلك لبّه ، وتهيمن على ذاكرته .

ومن الظواهر التي لابدّ من الكتابة عنها ظاهرة المحاسبة والمراقبة والمراجعة والمساءلة ، وهي الظاهرة التي تكاد تغيب ـ إن لم تكن قد غابت بالفعل ـ عن واقعنا ، واختفت من مجتمعنا الذي يضمّ في أحشائه جماعاتٍ مختلفة ، ومؤسّساتٍ وأفراداً اختفت من حياتهم ظاهرة المحاسبة والمراقبة ، ثمّ الجزاء والمعاقبة .

وهذه الظاهرة ـ أي المحاسبة ـ ظاهرة ضروريّة وهامّة ، ولا يمكن لمن يريد أن يتقدّم ـ ولو خطوة ـ إلا أن يأخذها بعين الاعتبار ، وإلا أن يضعها موضع الوعي بها ، واستيعابها ، وتطبيقها .

أسباب غياب الظاهرة
وغياب ظاهرة المحاسبة في زمان أو مكان ما إنّما يعود لأحد سببين :

أوّلهما : غياب المعرفة الجيّدة بالظاهرة ، وعدم إدراك أهميّتها وفعاليتها في التغيير نحو الأفضل .

وثانيهما : معرفة وإدراك أهميّة وخطورة هذه الظاهرة وفعاليّتها في التغيير من قبل القائمين على المجتمع ، ومؤسّساته لكنّهم لا يلجئون إلى تطبيقها بشكلها المطلوب سواء بقصد أو بدون قصد .

وسواء أكانت الأولى أم الثانية فإن استمرار غياب هذه الظاهرة في أمّة أو جماعة أو حركة أو مؤسّسة أو حتى على صعيد الفرد الواحد فإن استمرار هذا الغياب يؤدّي حتماً ـ إن آجلاً أم عاجلاً ـ إلى التعفّن واّلتحلل ، والتراجع ، والانهيار ، بل والاندثار حتى وإن بدت لنا هذه الجماعة أو المؤسّسة قويّة ومتماسكة في ظاهرها لكنّها تحمل في داخلها بذور الخلل الذي يؤدّي ـ كما ذكرنا ـ إلى التفّتت والانتهاء .

المحاسبة في القرآن الكريم
ولقد تحدّث لنا القرآن الكريم في سورة القيامة عن المحاسبة الذاتيّة ( وهي التي يحاسب فيها الإنسان ذاته ) ، والمحاسبة الموضوعيّة ( وهي التي يُحاسَب فيها من غيره ) في ربط رائع بينهما ليؤكّد على ضرورة المحاسبة الذاتية ( محاسبة النفس في الدنيا ) والتي تؤدّي إلى النجاة والفوز والانتصار يوم المحاسبة الموضوعيّة ، أي يوم يحاسب الإنسان من قبل الله سبحانه وتعالى في الآخرة .

ففي قوله تعالى : " لا أقسم بيوم القيامة . ولا أقسم بالنفس اللوامة " تلويح بالقسم ـ مع العدول عنه ـ بشيئين هامّين عظيمين هما يوم القيامة والنفس اللوامة .

وفي النفس اللوّامة ـ كما جاء في التفسيرات المأثورة ـ أقوال متنوّعة لعلّ أروعها ما ذكره الحسن البصري حين قال : " إنّ المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه .. ما أردت بكلمتي ؟ ما أردت بأكلتي ؟ ما أردت بحديث نفسي ؟ وإنّ الفاجر يمضي قُدماً لا يعاتب نفسه " .

إنّها إذن النفس المتيقّظة التقيّة الخائفة المتوجّسة التي تحاسب نفسها وتتلفّت حولها ، وتتبيّن حقيقة هواها ، وتحذر خداع ذاتها .

إنّها تتّصف بتعنيف صاحبها وتأنيبه دون كلل أو ملل ، ودون انقطاع أو مواربة ، إنّها لا تتردّد في محاسبة صاحبها حين يخطئ ، أو يهمل ، أو يقصّر ، أو يظلم ، أو يسيء ، أو يخدع ، أو يضلل أو غير ذلك من المعاصي التي قد يرتكبها الإنسان في مشوار حياته يوماً بعد يوم ، ولحظة بعد لحظة .

تلك إذن النفس اللوامة ، وذاك هو دورها في التفتيش لصاحبها عن سقطاته ، وأخطائه ، ولومه عليها ، ومطالبته باستخلاص العبرة منها للابتعاد عنها وتجنّبها .

أشكال المحاسبة
والمحاسبة التي نتحدّث عنها يجب أن تشمل ثلاثة أشكال تكمل بعضها بعضاً ، ولا يمكن فصل أحدها عن الآخر ، وإذا كانت النيّة تتجه نحو التصحيح والتغيير إلى الأفضل والأحسن فيجب أن يتوافر الاستعداد الكامل عند الفرد أو الجماعة على النحو التالي :

اـ الاستعداد للمحاسبة الذاتيّة .

ب ـ الاستعداد للمحاسبة من الآخرين .

ج ـ الاستعداد لمحاسبة الغير .

الاستعداد لمحاسبة الذات
إنّ على الإنسان أيّاً كان ، وفي أيّ زمان ومكان أن يقف مع نفسه وقفات للمراجعة والمحاسبة بل للمساءلة والمعاقبة ، ففي المراجعة اكتشاف للأخطاء التي يقع فيها الإنسان الذي قد يخطئ في بيته أو عمله ، أو يقصّر في حقّ ربّه ، أو أبناء جماعته ، أو مجتمعه ، أو يهمل واجبه ، لكن هذا الإنسان لا يمكن أن يستمرّ في خطئه إذا كان يحاسب ذاته فيلومها أو يعاقبها .

إنّها نفس يقظة تلك التي تقعد مع صاحبها في كلّ ليلة فتحاوره ويحاورها ، وتنبّهه إلى أخطائه وآثامه التي ارتكبها حين شتم هذا ، أو ضرب هذا ، أو أكل مال هذا ، أو قصّر في حقّ أو واجب تجاه هذا أو ذاك ، ثم تطلب منه أن يعترف بذنبه ، وأن يتجاوز خطأه ويعدّل مساره ، ويصحح مسيرته .

يقول رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ): " الكيّس من دان نفسه ( أي حاسبها ) وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني " .

وهنا لابدّ أن نعجب من ذلك الإنسان الذي لا يقعد مع نفسه ، ولا يحاسبها فهو إنسان عاجز مستغرق في أهوائه ، متعمّق في أخطائه .

إنّ النفس التي لا تلوم صاحبها ، ولا تعاتبه هي نفس مغرورة ، وإنّ الإنسان الذي لا يراجع حساباته مع ذاته إنسان متكبّر ، وإنّ الجماعة التي تنعدم فيها ظاهرة اللوم والنصيحة والمحاسبة ، وتهمل فيها المراقبة والمعاقبة هي جماعة تحمل في باطنها خطر الاندثار والتحوّل إلى صفحات الكتب ، وزوايا التاريخ ، بالإضافة إلى انعزالها عن جماهير الأمّة وابتعادها عن أرض الواقع .

الاستعداد للمحاسبة من قبل الآخرين
والاستعداد للمحاسبة من قبل الآخرين هو الشكل الثاني من أشكال المحاسبة ، وهو لا يقلّ في أهميّته عن دور الأول ، سواء أكانت هذه المحاسبة ـ بشكلها الثاني ـ من فرد أو جماعة أو حتى أمّة بأكملها .

إنّ أعظم درجات النقاء البشري يتمثّل في تلك النفس التي هيّأت نفسها للحساب من قبل مسئوليها ، وتقدّمت لذلك الحساب بكل ثقة وطمأنينة ، وذلك بعد أن حاسبت ذاتها فأدركت خطأها وتقصيرها ، فاعتذرت عنه وتراجعت ، وعقدت العزم على المضي قُدما باتجاه الحقّ والصواب .

والاستعداد للحساب لا يقصد به استعداد الفرد فقط بل استعداد المؤسسات والحكومات والجماعات والحركات جميعها للمحاسبة من قبل من أوجدها ودعمها وتولّى أمرها سواء أكانوا أفراداً أم جمهور أمّة ، ولا أعتقد أنّ هناك من يخشى الحساب طالما سار في طريق الحق والتزم العدل ، وعمل لمصلحة الأمّة وأبنائها ، ولم يعمل لمصلحته الذاتيّة ، أو مصلحة أسرته ، أو عشيرته ، أو حزبه .

إنّ الذي يحمل بين جنباته نفساً مستيقظة ، وضميراً حيّاً لن يعرف الراحة والنوم إن أذنب أو أساء ، ولن يعرف الصمت والسكون والمواراة إذا أتبع نفسه هواها ولو للحظة واحدة ، وسيبقى ضميره ، ونفسه ، وقلبه , وإيمانه ـ يدفعونه إلى الاستغفار والتطهّر ، ومعاقبة النفس على جريمتها .

ولعلّ قصّة ماعز بن مالك ، والمرأة الغامديّة تبقى أعظم قصّة ، وأعظم مَثل في التاريخ الإسلامي على محاسبة النفس وتأثيمها ، وعدم المداراة عليها ، وتقديمها لنيل العقاب الذي تستحقه في الدنيا خوفاً من عقاب الآخرة الذي هو أشدّ وافظع .

جاء ماعز بن مالك إلى النبيّ ( صلّى الله عليه وسلّم ) فقال : يا رسول الله طهّرني ، فقال : ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه فرجع غير بعيد ثم جاء فقال : يا رسول الله طهّرني : فقال النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) مثل ذلك حتّى إذا كانت الرابعة قال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) : أبه جنون ؟ فأخبر بأنّه ليس بمجنون ، قال : أشرب خمراً ؟ فقام رجل فاستنكهه فلم يجد فيه ريح الخمر ، فقال أزنيت ؟ قال : نعم . فأمر به فرجم ، فلبثوا يومين أو ثلاثة ثمّ جاء رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) فقال : استغفروا لماعز بن مالك لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم " .

ثمّ جاءت امرأة من غامد من الأزد فقالت : يا رسول الله طهّرني ، فقال : ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه فقالت : أتريد أن تردّني كما رددت ماعز بن مالك ، إنّها حبلى من الزنا ! فقال : أنتِ ؟ قالت : نعم ، قال لها : حتّى تضعي ما في بطنك ، فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت ، فأتى النبي فقال : قد وضعت الغامديّة ، فقال : إذن لا ترجمها وتدع ولدها صغيراً ليس له من ترضعه ، فقام رجل من الأنصار فقال : إلىّ رضاعه يا نبيّ الله فرجمها .

وفي رواية أخرى أنّه قال لها اذهبي فارضعيه حتّى تفطميه فلما فطمته أتت بالصبي وفي يده كسرة خبز فقالت : هذا يا نبيّ الله قد فطمته ، وقد أكل الطعام ، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها ، وأمر الناس فرجموها ، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضّخ الدم على وجه خالد فسبّها ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) : مهلاً يا خالد فقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ، ثم أمُر بها فصلّى عليها ودفنت " .

هذا هو ماعز ، وتلك هي الغامديّة فأين نحن منهما ؟ هل يمكن أن نتقدّم اليوم لنتطهّر إذا ارتكبنا خطأ أو ذنباً ؟ هل يمكن أن يقدّم أحدنا يده ـ إذا سرق ـ لكي تقطع ؟! أو جسده إذا زنى لكي يُرجم ؟ هل يمكن أن يتنازل أحدنا عن منصبه أو ماله أو حتّى روحه في سبيل أن يعاقب نفسه أو بالأحرى أن يطهّرها إذا شعر بأنه نقض العهد أو خان الأمانة ؟!!

هل يمكن أن تتقدّم جماعة أو حزب أو حركة في مجتمعنا العربي والإسلامي للمحاسبة أو المساءلة أو المحاكمة من قبل جماهير الأمّة إذا خدعها وضللها ، أو أرعبها وقهرها ؟!

إنّ الاستعداد للمحاسبة يجب أن يلازمنا كجزء من جسدنا لأنّ ظاهرة المحاسبة ـ بحدّ ذاتها ـ نعمة من الله تعالى تستحق الحمد والثناء ، كما تستحق الفرح والسرور ، ولعل ذلك يبدو واضحاً حين يقف عمر بن الخطاب بعد تولّيه أمر المسلمين ليقول : " فإن وجدتم فيّ اعوجاجاً فقوّموه " ، فيقول رجل من عامة المسلمين : " والله لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقوّمناه بحدّ السيف " فيقول عمر : " الحمد لله الذي أوجد في المسلمين من يقوّم عمر بسيفه ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al3oqab-44.yoo7.com
 
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
al3oqab-44yoo7.com :: الفئة الأولى :: ملتقى الشؤون الإسلامية-
انتقل الى: