بسم الله الرحمن الرحيم
لما كان أكثر من 90% !! من اعترافات المجاهدين والمناضلين المعتقلين في التحقيق تنتزع عن طريق العملاء، أو ما يطلق عليهم بمصطلح " العصافير" ،الذين يخدعون المجاهد المعتقل ،مدعين أنهم من تنظيمه .. فقد أحببت نقل هذا المقال بتصرف للاستفادة منه..
يتعلق الموضوع هنا بالصراع القائم بين العدو الصهيوني، المتمثل في المحققين من جهاز المخابرات أو غيره وبين المجاهد الذي يقع في الأسر، حيث يخضع لجولات تحقيق مختلفة الأشكال من أجل انتزاع اعترافات ومعلومات من هذا المجاهد أو ذاك، حيث تنقسم هذه المواجهة إلى قسمين رئيسيين :
1_ المواجهة المباشرة مع ضابط التحقيق ،والتي تدور داخل مكاتب التحقيق.
2_ وهو الأخطر، وهي المواجهة غير المباشرة، حيث يستخدم ضابط المخابرات بعض العملاء للقيام باستدراج المجاهد المعتقل وأخذ واستدرار معلومات كاملة منه ،وهؤلاء العملاء يسمون " العصافير " أو " الصراصير " ، وهذه الظاهرة " العصافير "هي الأشد خطرا وفتكا بالمجاهدين والمقاومين أثناء مرحلة التحقيق وتعتبر أهم مرحلة من مراحل التحقيق وأخطرها ،حيث أن معظم وأغلب الاعترافات تؤخذ عند هؤلاء العصافير ،الذين يقومون بدور خفي وخطير جدا ،من خلال تنفيذ دور الشرفاء والمخلصين عبر تمثيليات مسرحية يقومون بتمثيلها على المجاهد المعتقل حيث أن هذه المصائد والمخادع تنطلي – للأسف الشديد – على أغلب المجاهدين والمقاومين المعتقلين.
ويمكن القول أن 90% من الاعترافات في التحقيق تؤخذ عن طريق هؤلاء الحثالة من العملاء "العصافير" ،وسنتكلم هنا بإيجاز عن بعض أشكال مصائد العصافير ولكن قبل الحديث عن العصافير سنذكّر ببعض الأمور الواجب معرفتها مسبقا قبل الخضوع بالتحقيق المباشر مع ضابط المخابرات أو المحققين للحذر منها مسبقا :
1_ قضية التلفون أو الجوال الخاص بالأخ المعتقل ، حيث أن المخابرات تحرص على أخذ ومصادرة التلفون الخاص بالمجاهد أثناء عملية اعتقاله، حيث يقومون بتسجيل أرقام التليفونات الموجودة في الشريحة، والتحقيق بشكل دقيق حول أصحابها وإن كانوا من الجهاز العسكري فيجب التنبه والإدراك أنهم يعرفون مسبقا بعض أرقام التلفونات الخاصة بإخوة يعملون في الجهاز
العسكري ،مما يضع المجاهد المعتقل في موقف ضعيف في التحقيق ،فضلا عن إمكانية قيام العدو بتسجيل بعض المكالمات التي قمت بها أو استقبلتها فتجدها أمامك كشاهد عليك.
2_ إيهام الأخ المعتقل بأن القضية كلها مكشوفة بتفاصيلها ومخاطبته في إطار العموميات، وكأنهم يعرفون كل شيء.
3_ ينقسم ضباط المخابرات إلى قسمين أثناء عملية التحقيق أحدهما يمثل دور الصديق والحريص عليك ،الذي يكثر من الحديث المطول والحوار المستفيض مع المعتقل ،خاصة في قضية تهم المعتقل فكريا ،في ظلّ ادعاءات ومزاعم باطلة ،بأنه حريص عليه ومستعد لكتابة تقرير إيجابي عنه مع ملف القضية يحسّن وضعه في المحكمة ،فيما يمثل الآخر دور الشرير العنيف.
4_ التركيز على قانون "المحكمة العسكرية"، وأنه سوف يحاكم إذا أصر على إنكاره ، ومن الأفضل له الاعتراف ،لأن ذلك يخفف عنه الحكم.
5_ العمل على تضارب أقوال أبناء الخلية الواحدة ،وإيهام كل واحد منهم أن باقي أفراد مجموعته قد اعترفوا كاملا ،ولا جدوى من إنكاره ،وأن إنكاره –فقط – يعذب صاحبه ،ويبقيه في التحقيق مشبوحا على الكرسي دون فائدة ، فقط، بسبب عنادك أنت.
6_ إيهامه أنهم على غير عجلة من أمرهم ،وأنه سيبقى في التحقيق ستة أشهر حتى يعترف بعد طول عناء وتعب ،حيث يكون مصيره، في النهاية ، الاعتراف.
7_ تحذيره بأن كل قضية تقع مستقبلا وكان يعلم في التحقيق بها سوف يحاكم عليها.